في المستشفى حيث يرقد منذ أكثر من أسبوع كان لقاؤنا، بدا مرتاحاً وهو محاط بالأحبة، الذين حاولوا التخفيف عنه، هو الذي بالكاد يستطيع الكلام ليخبرنا عن حقيقة ما تعرّض له،
في الغرفة التي تعبق برائحة الورود والكثير من الحب الذي لمسه الزميل نيشان دير هاروتيونيان من زملائه وجمهوره.
فنانون وإعلاميون وسياسيون اتصلوا مطمئنين عليه. منعه الطبيب المعالج من الكلام، لكن الإعلامي ابن الكلمة الحرة أبى أن يصمت، فتحدث معنا أكثر من ساعة، كان بالكاد يلفظ مخارج الحروف ونحن من عينيه نفهم هول ما تعرض له، على اوتوستراد مكتظ بالمارة في عطلة نهاية الأسبوع.
• كثرت التأويلات والإشاعات عن حقيقة ما تعرضت له، فهل لك أن تخبرنا عن تفاصيل الحادث؟
ـــ كنت عائداً من عشاء مع الأصدقاء، ومرت بجانبي سيارة نيو رانج فيها ثلاثة شبان يتحدثون بلهجة محلية لبنانية، سألني أحدهم عما إذا كنت أعرف أين يقع مجمع الرمال، فقلت لهم أن يتبعوني على الأوتوستراد. وعندما وصلنا إلى مفرق الطريق البحري الذي يؤدي إلى المجمع، أشرت إليهم بيدي ليسلكوا المفرق.
• قيل إنك طلبت منهم أن يتبعوك من ثم قدت سيارتك أمام المجمع؟
ــــ لا أبداً، الطريق هناك مقفر في الليل وحتى في النهار، ولا أسلكه عادة، كل ما فعلته هو اني أشرت إليهم بيدي أن يدخلوا إلى المفرق، فأشار أحدهم إلي طالباً مني التوقف، فتوقفت على جانب الطريق، وتحديداً تحت الجسر، ثم ترجل من السيارة وأمسك يدي. ظننت للوهلة الأولى أنه يريد أن يلقي التحية، لكنه لوى يدي بطريقة مؤلمة، فقلت له يبدو أنك لا تريد أن تسلم علي بل تريد سرقة سيارتي، وبالفعل حمل المفتاح ورماه أرضاً.
• ألم يكن حينها عرف هويتك؟
ـــ بلى، قال له أحد أصدقائه: هذا الإعلامي نيشان، اتركه لا بد أنه مدعوم (يشرد قليلاً ثم يقول) علي أن أدلي بهذه المعلومة للتحقيق.
• هل توقف عندما عرف هويتك؟
ـــ لا، فقد أخذت حينها هاتفي الخليوي فظن هو لوهلة أني أتناول سلاحاً، وما إن شاهد الهاتف في يدي حتى رماه أرضاً في السيارة وضربني بشدّة على وجهي، حاولت إخفاء وجهي بيدي وما لبث أن ضربني مرّة ثانية فشعرت بأنّ فكي انكسر، وشعرت بألم شديد.
سيارة من دون لوحة
• هل غبت عن الوعي؟
ـــ لا، بقيت محتفظاً بوعيي، وكنت على يقين أن المجرم سيعود إلى مكان الجريمة لذا كان علي الانتظار لمعرفة هوية الفاعلين.
• ألم تشاهد رقم السيارة؟
ـــ السيارة كانت من دون لوحة، ولو لاحظت هذا الأمر لما كنت توقفت بناءً على طلبهم، لكني لم أشاهد اللوحة إلا بعد أن غادروا.
• ماذا فعلت بعدها؟
ـــ تبعتهم بسيارتي، فصعدوا على جسر الضبية فتبعتهم، وكنت في هذا الوقت أمسك فكّي بيدي، وقال لي الطبيب لاحقاً إني لو لم أمسك فكي لكان وضعي أصعب بكثير، فأجبته إني درست علم الأحياء وليس الإعلام وأني على دراية بما فعلت. وأثناء قيادتي السيارة شعرت بأني اختنق لأن الدماء كانت حينها قد ملأت فمي، فسارعت إلى إيقاف سيارتي وتجمّع الناس من حولي.
رسالة إلى مارسيل!
• لماذا اتصلت بالإعلامي مارسيل غانم ليقلك إلى المستشفى؟
ـــ في البداية اتصلت بطبيب أسناني وشرحت له ما تعرضت له وطلبت منه أن يوافيني إلى مكان وجودي، وبما أني كنت في منطقة قريبة من منزل مارسيل، اتصلت به ليوافيني.
• هل صحيح أن الجناة طلبوا منك توجيه رسالة إلى مارسيل؟
هذا غير صحيح، فقد أقلني مارسيل إلى المستشفى، وهناك بدأت أحلل معه حيثيات القضية، فقلت له هل يعقل أن يكون الحادث عقاباً على أمور تفوّهت بها عن تركيا في الحلقة التي استضفتني بها قبل أشهر؟
• لماذا ضربوك وبأي هدف؟
ـــ صدقيني لا أعرف، أعتقد أنهم كانوا يحاولون سرقة سيارتي، لكني فوجئت لأن سيارتي من نوع مرسيدس، واليوم ثمة رواج لسرقة سيارات الدفع الرباعي.
• هل صحيح أنك ستستعين بحراس شخصيين فور مغادرتك المستشفى؟
ــــ لا.. هذا غير صحيح، فقد قرأت ما كتب في هذا السياق، لكن لماذا سأستعين بحرّاس شخصيين وأنا على يقين أني لست مستهدفاً؟
نيشان سيبقى ستة أسابيع عاجزا عن الأكل، حيث يعمل الممرضون على طحن الطعام ليتمكن من مضغه، كما سيتعين عليه تقنين الكلام مدّة شهر إلى حين التئام جرحه.هل سيعود نيشان قريباً إلى الشاشة؟ سؤال طرحناه على معد برامجه ومدير الشؤون الفنية في روتانا طوني سمعان الذي أكد أن نيشان كان سيجتمع مع إدارة MBC للاتفاق على صيغة جديدة من برنامج «العراب»، غير أن الحادث الذي تعرض له أخر البت بالموضوع إلى حين شفائه.